الذكرى الستون للإستقلال، محطة تاريخية هامة للجزائر، تحت شعار تاريخ مجيد و عهد جديد، تسعى الجزائر أن تذكر هذا الجيل بمأثرا أبائهم و أجدادهم في الثورة التحريرية التي تكللت بالإستقلال من المستعمر الفرنسي الغاشم، الذى أراد طمس هٌويتنا و تكبيل حريتنا و أخذ أرضنا بالقوة، و رُغم سُطوة المستعمر الفرنسي المستبد أنداك، لكنه نسى هذه المقولة "العبيد فقط يطلبون الحرية والأحرار يصنعونها".
لذا و من منطلق الأحرار وتجدٌر هذه الكلمة في أصولنا الجزائرية،و إيمانا بالحرية التي شرعها الله من فوق سبع سموات، إنتفض الشعب الجزائري بصوت واحد " ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، فأنطلق نضالنا الموحد في الفاتح من نوفمبر ألف و تسعُ مئة وأربعِ و خمسين، ليلُم شتات المقاومات الشعبية، تحت ثورة واحدة "الثورة التحريرية الجزائرية"، التي دامت سبعٌ سنوات، تحدى فيها شعب أعزل أعتى القوى أنذاك، ليُتبث للعالم أن الإيمان بالقضية و العمل عليها و التضحية بأعز ما نملك،لأجل هذف واحد، أن تسترجع الجزائر حريتها الأبدية.
قطفت الجزائر ثمار ما زرع أبنائها يوم الخامس جويلية ألف و تسع مئة و أثنان و ستين، حيث نال الشعب الجزائري حريته المنشودة، بسواعد أبنائه و إيمانهم بالقضية،كما قال العلامة إبن باديس
" هَـذَا نِـظَـامُ حَـيَـاتِـنَـا ..... بِالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ حَتَّى يَعُودَ لِـقَــوْمِــنَـا ..... مِنْ مَجْــدِهِمْ مَــا قَدْ ذَهَبْ" .
لـتحيا أجيالُنا المتعاقبة في كنف الإستقلال و الحرية، و لدوام نعمة الأمن و السلم و الحرية يتحتم على أبنائُنا أن تَحفَظ هذا البلد و تصون كرامتَهُ، و تبني حضارتهُ ،كما يقال "من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل".
حتى لا ننسى و لا ينسى جيل الإستقلال، تحتفل الجزائر بالذكرى الستين للإستقلال من براثن الإستعمار، في كل قطر منها، لتحي هذه الذكرى في قلوبنا و نفوسنا، لنرسل بها رسالة للعالم أجمع و لفرنسا و أعداء أمتنا خاصة نحن لا ننسى و لا نتناسى، ما دامت هذه الأرض مسقية بدماء شهدائها،فإنها تستعر في وجه كلِ من يحاولُ المساس بوحدة الوطن و ترابه،
شعبُنا الأبي و شبابنا المتمسك بعروبته و إسلامه، نذكركم بما قاله العلامة إبن باديس "يَـا نَـشْءُ أَنْــتَ رَجَــاؤُنَـــا ..... وَبِـكَ الصَّبَـاحُ قَـدِ اقْـتَرَبْ ---- خُـــذْ لِلْـحَــيَــاةِ سِــلاَحَــهَـا ..... وَخُـضِ الْخُطُوبَ وَلاَ تَهَبْ"
و نزيدكم تذكيرا بتوجه و مواقف بلدُنا الحبيب التي لم تتغير، رغم المؤامرات الذنيئة، و تربص أعدائنا و أعداء الأمة الإسلامية بنا من كل حدب و صوب،و أنتم شهداء على سياسة البلد في السنين الأخيرة، نستشهد دائما بقول علماء الجزائر كما قال إبن باديس:
مَنْ كَــانَ يَبْغِـي وُدَّنَــا ..... فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرَّحَبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغِـي ذُلَّـنـَا ..... فَلَهُ الْـمـَهَـانَـةُ وَالْـحَـرَبْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شَـعْـبُ الْجَـزَائِـرِ مُــسْــلِــمٌ ..... وَإِلىَ الْـعُـرُوبَةِ يَـنْتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَـنْ أَصْـلِـهِ ..... أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَـقَـدْ كَـذَبْ
أَوْ رَامَ إِدْمَــــــاجًـــــا لَــــهُ ..... رَامَ الْـمُحَـالَ مِنَ الطَّـلَـبْ